الاستثمار العقاري أم الذهب أم العملات الرقمية؟

الاستثمار في الذهب- الاستثمار العقاري- الاستثمار في العملات الورقية.

 لاشك أن اي شخص يرغب في الاستثمار يفكر كثيرا قبل الدخول إلى أي مجال للإستثمار فيه حتي بعد أن يحدد مجال استثمار معين فهو يلجا إلى تحليل الفرص البديلة حتي يكون أكثر إقتناعا بالمجال الذي يستثمر فيه ويتعرف على المخاطر والمكاسب المحتملة من كل مجال من مجالات الاستثمار المختلفة لانه يريد ان يبتعد عن توجيه أمواله للمجالات التقليدية وقد ظهرت حديثا بعض شركات خدمة المستثمرين والتي تقدم دراسات هذه الفرص مثل مؤسسة جي وورلد.

الاستثمار العقاري أم الذهب أم العملات الرقمية؟
الاستثمار العقاري أم الذهب أم العملات الرقمية؟


أنا لست خبيرا اقتصاديا، لكنني أبحث وأستشير لرسم توجهاتي المالية بشكل شخصي.

كل حديثي هنا عن استثمار طويل المدى، ورؤيتي للأمر كالتالي:

الاستثمار العقاري يعتبر الأقوى، وهو من أبرز مجالات الاستثمار  والحديث هنا  عن حيازة العقار بشكل حقيقي  وادارته، سواء كان بيتا أو أرضا منتجة، لكن هذا المجال  يحتاج لرأس مال كبير مما يعني انك قد تضطر إلى أن تتشارك مع شركاء آخرين، كما أن بيعه ليس قرارا سهلا. كما يجب عليك مراعاة أساسيات النجاح في مجال الاسثثمار العقاري ويمكن أن نذكر منها :

1- توقع أقل أسعار للإيجارات أي أن يكون تقييمك للعقار مبني على أقل سعر متوقع للعقارات .

2-الاستعانة بذوي الخبرة في مجال العقارات . مثل المقاولين وأصحاب العقارات للاستفادة من تجاربهم والحصول على أفضل نتائج بإستثمار أقل مبلغ ممكن .

3- حركة الأسواق . لاشك أن سوق العقار شأنه شأن باقي الأسواق يتعرض لتقليات في مستوى الأسعار إرتفاعا وانخفاضا متاثرا بالظروف والأحوال المحيطة كما راينا خلال أزمة جائحة فيروس كورونا وما حدث خلالها في كل اقتصاد العالم فيقبل المستثمرون في مجال العقارات على الشراء عندما تنخفض الأسعار ثم يبيعون هذه العقارات عند إرتفاع الأسعار مرة اخرى عند زيادة الطلب.

4- الاختيار الصحيح للعقار . لابد أن تكون هناك قابلية للإستفادة من العقار ( بيعه - تاجيره) في فترة وجيزة مما يعني سرعة تدوير أرباح هذا الاستثمار .

5- الاتجاه إلى الأماكن السكنية الجديدة . يستطيع المستثمر مثلا شراء قطعة أرض أو اكثر في هذه الأماكن الجديدة بعد وقت قصير سوف تزدهر هذه الاماكن وتكون هناك فرصة كبيرة لتحقيق الأرباح من بيعها على شكل قطعة أرض أو وحدات عقارية  ونذكر على سبيل المثال هنا مثلا العاصمة الإدارية مما جعلت مصر بها فرص كبيرة للإستثمار العقاري .

بعدها يأتي الذهب،  فهو يعتبر عند الكثير من الناس كاستثمار آمن ويفضلونه على الدخول في أسواق الأسهم والسندات وأنا لا أنظر للذهب (والفضة) كاستثمار، وإنما هي حافظات للقيمة أكثر، يمكنها أن تكون ادخار .

بطبيعة الحال نحن لا نتعامل يوميا في البيع والسراء  بالذهب والفضة، ما يعني: أنك ستحتاج لاستبقاء بعض مدخراتك في صورة أموال نقدية ، ولكن، اذا كان لديك من النقدية  ما يكفيك لعدة أشهر، لا أرى داعيا لادخار المزيد من الأموال النقدية على أي حال، ادخر ذهبا وفضة فهي تتمتع بقدرة عالية  على حفظ قيمتها .

وأنا هنا أخص الذهب والفضة بحديثي وليست المعادن النفيسة بعمومها، نعم يمكنك شراء البلاتنيوم مثلا، بل ويمكنك حتى شراء المعادن الصناعية من نحاس وألمونيوم، لكن حديثنا هنا بالتتحديد عن الذهب والفضة للأسباب التالية:

أولا السبب التاريخي: فالذهب والفضة كانت العملات التي تعامل بها البشر لآلاف السنين، هناك سيناريوهات محتملة لانهيار الاقتصاديات الحديثة، وربما عندها يصبح الذهب والفضة أساس التعامل مجددا..أما باقي المعادن فهي في هذه الحالة  قد لا تجد طلبا على الاطلاق.

ثانيا: وهذا يشبه أولا، فبيع الذهب والفضة اليوم هو يكاد يكون بنفس سهولة شراءهما، بخلاف غيرها من المعادن التي ستحتاج أولا أن تجد لهما مشترٍ، ثم تفاوضه على سعر البيع!

أما بالنسبة لكيفية شراء المعدن، فأنا أفضل شراء المعدن العيني، يعني العملات المصكوكة والممهورة حكوميا كالجنيهات الانجليزية والدولارات الكندية مثلا، بكميات صغيرة وعلى فترات، على نحو ما يجري عليه الأمر في أي ادخار، بالطبع لو كانت الكميات كبيرة فقد تحتاج لخزنة آمنة (يمكن استئجار واحدة في بنك أو جهة موثوقة)، لكن أيضا يمكنك توجيه استثمارك في الذهب بشكل رقمي مع البنوك التي توفر امكانية فتح حسابات الذهب وهذا أمر جيد

وقد تفضل الدخول في الاستثمار في الذهب المحلي في الدولة التي تقيم فيها حيث يسهل عليك أكثر أن تبيع الذهب المصكوك في دار الصك لنفس دولة اقامتك. لاحظ أن الذهب الخاص بالاستثمار هو ما تشتريه في صورة سبائك وعملات فقط، كل ما سوى ذلك ليس استثمارا ناجحا برأيي، حتى الخام لا يصلح ما دمت لا تستخرجه بنفسك من الأرض، يعني لا تشتر خام الذهب إلا إذا كنت صائغا وستبيعه بعد سبكه وقبض سعر مصنعية، لا بغرض ادخاره أو استثماره في الأونة الأخيرة وبعد التقلبات الشديدة التي يشهدها الاقتصاد العالمي من ارتفاع وانخفاض حادين أصبح الإقبال على الذهب يراود تفكير الكثير من المستثمرين ولكن يجب الانتباه أيضا إلى أن قيمة الذهب أيضا تتغير ويتم تحديد القيمة وفق التغير العالمي في سعر الدولار الأميركي .

وبشكل عام، فعليك أن تنتبه لما تشتريه، انتبه لنقاء المعدن، فلا يجب أن تقل السبيكة عن 22 قيراط، وحتى الذهب الخالص يفرق فيه بين نقاء 999و 9999 مثلا، واشتر عن علم باسعار الذهب spot price وسعر المصنعية premium، وسعر المصنعية في هذه العملات يعد مرتفعا إذا تجاوز 5% من قيمته  لكل أونصة، وينصح الخبراء في هذا المجال أن تبتعد عن الاصدارات الحصرية والقطع المخصصة لهواة جمع الذهب، مادمت تستثمر في المعدن نفسه وليس في القطع الفنية وما شابه، لا أجد مغزى من أن يتحول ادخارك لسلعة تخضع لقوانين العرض والطلب.

أما بالنسبة للعملات الرقمية، فيمكنك ألا تدخل هذا السوق أبدا أو، أن تشتري بأموال يمكنك احتمال خسارتها دون مشاكل.

ولا تستثمر فيها بشكل عشوائي، ففي تقديري، وبحسب رأيي الشخصي، فإن فورة البتكوين لن تتكرر أبدا، يعني لا تدخل السوق فتجد عملة سعرها 3 سنتات فتشتري على أمل أن تصل الوحدة لستين ألف دولار بعد عشر سنوات، فعندما بدأ البيتكوين كان الوحيد من نوعه، بخلاف الوقت الحالي الذي أصبح ممكنا فيه ابتداع عملة لكل يوم فظهرت الأن أشكال مختلفة من العملات مثل بيتكوين - ايثيريم لتكوين وغيرها من العملات المشفرة . واتوقع في عصر التحول الرقمي والتعلم الإلكتروني والحاجة إلى تحويل الأموال بشكل سريع و بعد ظهور العديد من شركات التكنولوجيا المالية التي تدعم العالم الافتراضي مثل منصات الميتافيرس ساند بوكس و ديسينترا لاند سوف تعمل كل شركة او مجموعة الشركات على إنشاء عملة رقمية ومن ثم تظهر المزيد من العملات الافتراضية مستقبلا ويقل استخدام العملات التقليدية بالطبع لقد أصبح الميتافيرس مغامرة مثيرة حقا يمكنك من خلال محفظتك الرقمية البيع والشراء .

عليك دائما أن تنظر لمصدر هذه العملة، وأي المشاكل تحلها هذه العملة، وتقدر فرصها في النمو والاستمرار، ثم، وبعد هذا التقدير، استثمر في محفظة رقمية بمبالغ صغيرة لا يضرك خسارتها.

في الختام ينصح الكثير من خبراء الاستثمار بأن تكون استثماراتك متنوعة أي لاتضع البيض في سلة واحدة .

 

 

 

 






عالم المال والأعمال مدونة تهتم بكل ما هو جديد في مجال المال والأعمال

إرسال تعليق

© عالم المال والأعمال. جميع الحقوق محفوظة. مدفوع بواسطة عالم المال والأعمال